هل تريد تحميل كتاب الفلسفه للصف الثاني الثانوي ادبي المنهج الليبي الجديد 2025 برابط تحميل مباشر ومجانا وبصيغة pdf.
عرض اون لاين كتاب الفلسفه ثاني ثانوي ادبي
- انظم الى قناة منهج ليبيا الجديد في التليجرام
محتوى الكتاب
نشأة الفلسفةمدخل تعريف الفلسفة
29%
- نشأة الفلسفة :
فكر الإنسان منذ ظهوره على الأرض في كيفية إشباع حاجاته . وكان تفكيره في أول أمره تفكيراً ساذجاً محصوراً في كيف يحصل على غذائه وكيف ينجو من
أعدائه حتى يحافظ على حياته .
وعندما حرر الإنسان حاجاته اتجه بفكره إلى هذا الكون الذي يحيط به حيث أدهشته ظواهره العديدة ) ظاهرة البرق والرعد ، ظاهرة النمو ، ظاهرة الموت ، ظاهرة تغير الأشياء .. إلخ ) . وسأل الإنسان نفسه : لماذا حدث هذا الشيء ؟ ولماذا حدث هذا التغيير ؟ وإلى أين تنتهي هذه الاشياء كلها ؟ سأل الإنسان نفسه هذه الأسئلة وحاول الإجابة عنها ببساطة وفي حدود تفكيره
هذه الأسئلة التي ترتبت على دهشة الإنسان من ظواهر الكون ، وتلك الإجابات التي حاول الإنسان أن يجدها لتلك الأسئلة ، يمكن اعتبارها بداية لنشأة علم الفلسفة . ولعل هذا ما قصده المفكر اليوناني " أرسطو " بقوله : " إن الدهشة هي الأم التي أنجبت الفلسفة "
ولكن السؤال الآن : هل يمكن إرجاع نشأة علم الفلسفة إلى عصر معين ، أو
جنس بعينه ؟ والإجابة تقتضي أن نقرر منذ البداية أنه ليس لتاريخ علم الفلسفة
نقطة انطلاق معروفة .
فبالرغم من أن بعض مؤرخي علم الفلسفة من الغربيين قد أرجعوا نشأة علم الفلسفة إلى الحضارة اليونانية القديمة ، إلا أنه يكاد يكون هناك اتفاق بن جمهرة الباحثين في هذا المجال على أن الشرق القديم قد سبق اليونانيين القدماء إلى ابتداع
حضارات إنسانية مزدهرة ناضجة تجمع بين أمرين :
- علم عملي : يقوم على المشاهدات والتجارب ، ويهدف إلى تحقيق المنافع الحياتية - تفكير ديني : يستند إلى النظر العقلي المجرد ، ويهدف إلى إشباع العاطفة الدينية والتحرر من الخوف والألم والشر .
مدخل تعريف الفلسفة
فعل الأمر )) (اقرأ)) كما نزل به أول الوحي على سيدنا محمد ﷺ ، هو دعوة إلى التفكير والتأمل وإعمال العقل، وهو أصل التسليم الله عز وجل .
والفلسفة هي (( محبة الحكمة )) ، وهي إعمال العقل في الكون والوجود وهي فريضة في ديننا الإسلامي (( رأس الحكمة مخافة الله (( يقول الرسول ﷺ (( الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها ( ) (1) ، وهذا أمر بالحرص على الحكمة .
والفلسفة " لغة " كلمة يونانية معربة ، ولبيان أصل الكلمة نشير في إجمال إلى تاريخ استعمال الإغريق لها ، فقد كان فيهم أناس يديمون التأمل في الكون محاولين فهم أصول الأشياء، ومصادرها الأولى، وأسبابها البعيدة وكان الواحد من هؤلاء يسمى قديماً )) سوفوس (( أي حكيماً حتى جاء فيثاغورس أو سقراط فرأى في هذه التسمية الكثير من الغرور لأن الحكيم إنما هو الله وحده ، وأثر أن يختار لنفسه لقباً أكثر تواضعاً فقال إنه )) فيلوسوفوس (( أخد من كلمتين يونانيتين هما: فيلوس أي محب أو راغب وسوفيا (( أي حكمة أو معرفة، فالفليوسوفوس هو "محب الحكمة "، أو الراغب في المعرفة، وعمله هو الفيلوسوفيا .
وسنعرض فيما يلي نماذج وأمثلة للتفكير في الحضارات الشرقية القديمة ، والحضارات اليونانية القديمة لنقف على أبرز سماته.
أولا - التفكير في الحضارات الشرقية القديمة :
من السمات الرئيسية للاتجاهات الفكرية في الحضارات الشرقية القديمة ارتباطها بالمعتقدات الدينية . فأبرز الموضوعات التي دار حولها التفكير الشرقي القديم : الألوهية والحياة الآخرة والأخلاق ، ويبدو ذلك واضحاً في مظاهر التقديس التي حظي بها حكام الشعوب الشرقية القديمة فضلاً عن المراكز الهامة التي شغلها رجال الدين في تلك الحضارات ، وقوة العاطفة الدينية التي جعلت كل فرد حريصاً
على استرضاء الآلهة أملاً في الخير ودفعاً للشر
كما أن من سمات التفكير في هذه الحضارات تسخير المعارف المختلفة في تحقيق أغراض عملية نفعية في مجالات الزراعة والتجارة ... إلخ ...
ومن أمثلة التفكير في الحضارات الشرقية القديمة ما نجده في :-
1 رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة
الحضارات العربية القديمة :
(أ) الحضارة المصرية : ازدهرت بالعلوم الرياضية حيث إن فن الهندسة اختراع مصري، ودليل ذلك بناء الهرم الأكبر، كما أن علم الطب أنشأته وأنضجته مصر القديمة حيث ظهر كبار الأطباء والجراحين وقاموا بتحنيط جثث الموتى ، وكان قدماء المصريين أول من اخترع الكتابة وأقام المكتبات ودور الكتب ، وخلفت هذه الحضارة نصوصاً عقائدية سطرت على أوراق البردي، أو نقشت على جدران المعابد والمقابر والتماثيل ، وكان توحيد الآلهة والإيمان بالخلود وبحياة أخرى بعد الموت - يثاب فيها الإنسان أو يعاقب - من السمات الاساسية للفكر الديني في هذه
الحضارة .
(ب) الحضارة البابلية : رأى البابليون أن لكل مظهر من مظاهر الطبيعة إلها خاصاً به ، فهناك إله للأرض، وإله للسماء، وإله للبحر، وإله للشمس، وإله للقمر
، ووضعوا لها درجات
(جـ) الحضارة الآشورية : قال الأشوريون بإله واحد لم يلد ولم يولد وليس له زوجة أو شريك ، وهو آشور . كما اعتقدوا بالحياة الأخرى بعد الموت . وقد درس الآشوريون الفلك واتجاهات الرياح لتحقيق أغراض ومنافع في مجال الزراعة
والتجارة .
2 الحضارة الفارسية : اصطبغ التفكير فيها بآراء ( زرادشت )) الذي قال بوجود مبدأين في العالم : مبدأ النور والخير ، ومبدأ الظلام والشر. ولكل مبدأ أنصار (حزب) والحرب قائمة بين الحزبين وتنتهي بانتصار مبدأ الحق والخير وبهزيمة
مبدأ الباطل والشر ، ويصير في العالم مبدأ واحد .
3 الحضارة الهندية : تعددت الديانات عند قدماء الهنود كما تعددت آلهتهم ، وكان
كل إله يختص بشأن من شؤون الحياة، وكانت الديانة (( البراهمية ) على رأس شؤون تلك الديانات وأبرزها جميعاً، فقد جمعت الآلهة المتعددة في إله واحد . وقد تصور البراهمة فكرة الخلق على النحو التالي : في الأصل كان الموجود واحداً ، ثم خلق النور ، ومن النور انبثقت المياه ، ومن المياه تكونت الأرض، وكل ذلك تم بإرادة (( براهما )) وقدرته .