عرض اون لاين كتاب البلاغه ثاني ثانوي ادبي
- انظم الى قناة منهج ليبيا الجديد في التليجرام
محتوى الكتاب
علم المعاني
لابد للبليغ من التفكير أولاً في المعاني التي تجيش في صدره ؛ لتكون صادقة ذات قيمة
وقوة يظهر فيها أثر الابتكار ، وسلامة النظر ، ودقة الذوق في تنسيق المعاني وحسن ترتيبها ، فإذا تم له ذلك عمد إلى الألفاظ الواضحة المؤثرة الملائمة فألف بينها تأليفا يكسبها جمالاً
وقوة ، فالبلاغة ليست في اللفظ وحده ، ولا في المعنى وحده ، ولكنها أثر لازم السلامة تأليف
هذين ، وحسن انسجام الكلام .
وأهم مباحث هذا العلم : الخبر والإنشاء ، والقصر ، والفصل والوصل ، والإيجاز والإطناب
والمساواة .
أقسام الكلام :
1. الخبر: وهو ما يصح أن يقال لقائله : إنه صادق إن كان كلامه مطابقاً للواقع ، أو
كاذب إن كان غير مطابق له ، مثل : بعت كتابي أمس بدينارين . 2 الإنشاء : لا يصح أن يقال لقائله : إنه صادق أو كاذب ، مثل : هل تشتري حقيبتي
هذه بخمسة دنانير ؟
ركنا الجملة
لكل جملة خبرية أو إنشائية ركنان : مسند ، ومسند إليه ، مثل : (فهم الطلاب) فالمسند
( فهم ) والمسند إليه ( الطلاب ) ، ومثل : (الدرس مفهوم) فالمسند ( مفهوم ) والمسند إليه ( الدرس ) ، ومثل : (هل فهم الطلاب) فالمسند (فهم ) والمسند إليه ( الطلاب ) .
فتبين أن كل فعل مسند وكل فاعل مسند إليه ؛ وأن كل خبر مسند وكل مبتدأ مسند إليه ، ومثل الفاعل نائبه فهو مسند إليه : ومثل المبتدأ اسم كان واسم إن ، فهو مسند إليه ومثل الخبر خبر كان وخبر إن ، فهو مسند ، وما سوى المسند والمسند إليه يسمى «فضلة )
في الكلام .
الخبر ثلاثة أقسام حسب حال المخاطب:
. الخبر الابتدائي : يوجه إلى خالي الذهن ، وفي هذه الحال يلقى إليه خالياً من أدوات
التوكيد مثل : محمد كاتب ، وعلي شاعر .
. الخبر الطلبي : يوجه إلى متردد ، شاك في الحكم ، أو في مضمون الخبر ، ولهذا يؤكد
بمؤكد واحد من المؤكدات السابقة مثل : إن محمداً كاتب ، وإن علياً شاعر .
. الخبر الإنكاري : يوجه إلى منكر المضمون الخبر، ولهذا يلقى مؤكداً بمؤكدين أو أكثر
بحسب حالة الإنكار التي عليها المخاطب ، فإن كان إنكاره قليلاً أكد الخبر بمؤكدين ،
وإلا فيؤكد بثلاثة مؤكدات أو أكثر، كأن تقول لصديقك : والله ، إن العلم النور ، فيؤكد
الخبر هنا بالقسم ، وإن ، واللام .
ولتوكيد الخبر أدوات كثيرة منها : إن ، والقسم ، ولام الابتداء ، ونونا التوكيد ، وأحرف
التنبيه والحروف الزائدة ، وقد ، وأما الشرطية ..
الإنشاء وأقسامه
1- طلبي : وهو النوع المطلوب في مباحث البلاغة ، كالأمر والنهي ، مثل : اجتهد ولا تكسل ، والاستفهام ، مثل : هل فهمت الدرس؟ ، والتمني ، مثل : ﴿ يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لحياتي ) (الفجر ، 24) ، والنداء ، مثل : يَعِبَادِ فَاتَّقُون ﴾ (الزمر ، 16) ، ففي الأمر طلب الفعل ، وفي النهي طلب الترك ، وفي الاستفهام طلب العلم بالشيء ، وفي التمني طلب المحبوب ، وفي النداء طلب الإقبال .
2- غير طلبي : لا علاقة له بمباحث البلاغة ، كالتعجب ، مثل : ما أنفع العلم ، والمدح ، مثل : وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّتُ عَدْنٍ ﴾ (النحل ، 30 ،31) ، والذم ، مثل : بئس التلميذ الكسلان ، والقسم ، مثل : ﴿وَرَبِّ إِنَّهُ لَحَقِّ (يونس (53) ، وصيغ العقود ، مثل : بعتك كتابي هذا بدينار ، فتقول : اشتريت .
أما القسم الثاني فلا طلب فيه ، بل هو تعبير عن شعور المرء وإعجابه بشيء أو مدحه
أو ذمه ، أو قسم أو نحوها .
بين نوع الإنشاء وصيغته مما يأتي:
1. (أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً
ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ) .
2 أذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك أن شيمتك الحياء
3 لعل عتبك محمود عواقبه وربما صحت الأجسام بالعلل
4. وإذا سمعت بهالك فتيقن أن السبيل سبيله وتزود 5. لا تله عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
6 وينس الاسْمُ الْفُسُوقُ بعد الإيمان) (الحجرات : 11).
إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ) ( البقرة : 271)
معناه الأصلي:
الإنشاء الطلبي - الأمر -
معناه - صيغته - خروجه عن معناه
هو الطلب الجازم للفعل على وجه الاستعلاء ، على أنه أعلى منزلة ممن يخاطبه .
صيغته
. فعل الأمر ، مثل : اجتهد ، قم ، اكتب .
المضارع المقرون بلام الأمر مثل : اليُنفِقُ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ( الطلاق : 7) .
اسم فعل الأمر ، مثل : ضة ، ومة ، بمعنى اسكت وتمهل ، ومثل : عليكم بالجد ، أي :
الزموه .
. المصدر النائب عن فعل الأمر ، مثل : صبرا على التحصيل ، أي : اصبروا .
خروجه عن معناه
قد يخرج الأمر عن معناه الأصلي إلى معان تفهم من السياق ، مثل :
. الدعاء : وهو الطلب على وجه الخضوع ، قال تعالى : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (
الفاتحة : 5) - وَقُل رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) . ( طه (114)
. والتمني : وهو طلب المستحيل أو طلب ما فيه عسر بصيغة الأمر ، كقول المسرور بليله : يا ليل طل .
. الالتماس : وهو طلب الشخص من مثله : ساعدني في درسي .
. الإرشاد : وهو خطاب من أعلى إلى أسفل ، ولكن ليس على سبيل
الإلزام ، مثل : وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ﴾ (البقرة : 282) ومثل : ثم مبكراً واضح مبكراً .